اثريه ثقافيه

26 مارس 2010

التحنيط

كيفكم ... طبعا وحشتونى جدا ....بس لازم تعذرونى كنت واخده دور قريفه انما ايه .....وزعلانه مع حزنبل حبتين بس الحمد لله الامور بقت تمام وزى الفل بس رجعتلكوا بموضوع جامد جدا يدعوا الى الدهشه والاستغراب والتعجب وكل مايدعو للتتنيح .......اقصد التحنيط الذى ميز المصرى القديم على غيره من الحضارات سواء العالم القديم او الحديث .................وكان يعتبر سرا من اسرار الحضاره المصريه... الا ان الوسائل والاكتشافات العلميه الحديثه استطاعه التغلب على معرفه هذا السر واكتشاف سر صنعه هذا العلم والمهنه التى تميز بها المصريون القدماء ..........والسبب الرئيسى الى اختفاء هذه المهنه وهذا العلم راجع الى المفهموم الدينى لدينا كما نعلم ان( اكرام الميت دفنه ) وليس بهدلته .................ياترى ايه اللى خلاهم يبهدلوا الجسد هكذا ( هى مش بهدلهه بمعنى بهدله بل الحفاظ على الجسد من وجهه نظرهم ) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ياترى ياهل ترى ايه سبب مرجعهم لهذه الفكره والجوء اليها ؟؟؟؟؟؟ايه هى الافكار والمعتقدات التى طلعت فى دماغهم فجأه؟؟؟؟؟؟؟ وياترى فعلا العلم الحديث قدريكشف ازاى كان بيتم تحنيط الجسد والمواد اللى استخدموها ؟؟؟طب ما تيجى نعرف بدلا ماحنا عمال يدور فى دماغنا كل الاسئله دى من غير اجابه؟؟؟؟؟؟
من اين اتت الفكره ؟؟؟؟
المصرييون القدماء اعتقدوا انه فى بعث وحياه اخرى بعد الموت وان الحياه كلها ماهى الا دورات متكامله من ولاده وطفوله وشباب وهرم ووفاه ثم ولاده.......والفكره دى جاتلهم من خلال عقيده الشمس التى تصوروا فيها من خلال ملاحظاتهم المستمره لحركه الشمس حين ولادتها صغيره خافته الحراره خلف الهضاب الشرقيه لتصل الى ذروتها وسط النهار ثم تبدأ رحله الخفوت والاختفاء شيئا فشيئا لتغرب كليه خلف الهضاب الغربيه او وفاتها ثم اعتقدوا انها بعد هذا الاختفاء بعد الغروب يعنى انها تنير للابرار الذين رحلوا الى العالم الاخر فى رحلتهم السفليه من الغرب الى الشرق عبر سما اخرى وعالم اخر ولكنها تعود تانى مره اخرى فى الصباح التالى فتجدد الحياه ......

التفكير فى الحفاظ على الجسد.
كل اللى كان بيزعجهم فعلا مش الموت ....مكنوش خايفين من الموت خالص ولكن كل اللى كانوا بيفكروا فيه ازاى يتغلبوا على الاخطار والعقابات التى قد تعوق رحلتهم فى مجاهل العالم الاخر وشافوا انهم لو وصلوا الى العالم الاخر فى سلام ، هيقدروا يعيشوا فى حقول العالم الاخر فى سلام ونعيم وبالتالى يستطيعون الحياه مره اخرى وعشان كده لقوا ان افضل طريقه هى حفظ العناصر المختلفه التى يتكون منها كل انسان على حسب عقيدتهم واللى هى كانت:_
1- الروح ودى اسموها " البا " ودى كانت تستدعى من ان لاخر لكى تحل فى جسد صاحبها وصوروها على هيئه طائر برأس انسان يشبه الصقر .
2- القرين  وسموها " الكا" وكان لابد من تلاوه التعاويذ لصاحبها وتقديم لها القرابين علشان تفضل فى مكانها دئما ولا تفارق صاحبها ابدا .
3- الجسد وده سموه "غت" وده كاوا بيحافظوا عليه بالتحنيط.
4- القلب وده سموه " ايب " وكانوا بيشكلوه من الحجر او القيشانى ويلبس كتميمه ،ويخاطب فى الفصل ال30 من كتاب الموتى علشان لا يشهد ضد صاحبه امام اوزير يوم الحساب ، ويبدو انه كان يرمز للقيم والاعمال .
5- الاسم وده سموه " رن " وكان الابن الاكبر يسجل اسم والده  داخل المقبره من خلال صالح الاعمال.
6- الظل وسموه " شوت" وكان للظل ان يخرج ويدخل للمقبره مع الروح والجسد كما يشاء وتأكد ذلك من خلا نصوص الفصل 92 من كتاب المةتى .
7- النورانيه او الهدايه للخير وسموها " اخ" وكانت تكتب بصالح الاعمال والتقوى والصلاح .
كل العناصر دى شافوا ان المفروض الحفاظ عليها بلاضافه الى الحفاظ على الجسد سليما وكمان واضح الملامح وفى احسن صوره ممكنه وده هيحصل بالتحنيط واللفائف والقناع والتوابيت والتماثيل والصور والتعاويز ده كله علشان يسهل " للبا " اللى هى الروح فى التعرف على الجسد عند استدعائها لتحل فى صاحبها فى العالم الاخر ........
فكره التحنيط.
وجت فكره الحفاظ على الجسد من خلال الملاحظه والتجربه فى البدايه اى منذ عصور ما قبل التاريخ حتى استطاع المصريون القدماء اجاده عمليه التحنيط بطريقه علميه مقصوده وده ثبت فاعليته من خلال المومياوات التى حفظت لنا منذ اكثر من 3000 عام .
حيث لاحظوا ان دفن الموتى فى الارض الصحراويه الرمليه الجافه بيساعد على امتصاص الرطوبه وتبخرها من الاجساد ويحافظ على اشكالها لتصبح جلدا على عظم ولكن محتفظه بشكلها العام ......ولكنهم لقوا ان فى حيوان اسمه" بن اوى " تقريبا قريب الشبه بالثعلب او الكلب " يمكن ان يضر بهذه الاجساد ...لانه كان يأتى الى مقابرهم الصحراويه ويقوم باخراج اللفائف ويمزق اجسادهم ويأكل منها كمان مفترى مفترى.... وفكروا انهم احسن حاجه يعملوها هى ان يقدسوه لكى يتقوا شره ، وفعلا جعلوه حامى للجبانه وبنوا له المقاصير والهياكل وكمان صوروه فى مقابرهم وسموه " انبو" حتى يحتفظ اجسادهم من التلف .
عمليه التحنيط .
التحنيط معناه هو حفظ جثث الموتى بواسطه مواد كيميائيه فيحافظ على جسم الانسان فيظهر ويبدو كأنه حى .
وكانت عمليه التحنيط تتم فى المعبد ، والعمليه دى كانت بتستغرق حوالى 70 يوما منذ الوفاه حتى الدفن ، وكان الكاهن اللى بيقوم بعمليه التحنيط كان بيلبس قناع على هيئه بن اوى رب الجبانه ، يعنى كأن انبو ده هو الذى يقوم باجراء عمليه التحنيط التى كانت تجرى لها طقوس معينه مرددين الصلوات والدعوات .
وتبدا عمليه التحنيط بحيث يقوم المحنط بتفريغ الجمجمه وده على فكره بيحتاج معرفه دقيقه جدا لهذا الجزء من الجسم ، وتفريغ الجمجمه كان يتم عن طريق الانف بحيث يدخلون فيها خطافا يخترق قاعده الجمجمه لتصل الى التجويف ويهرس المخ الذى يفرغ بالتدريج وفى بعض الاحيان كانوا يفتحون الجمجمه ويفرغونها ان كانت هناك فتحه لسبب اخر ...
ثم يفرغون البطن من خلال فتحه فى الجانب الايسر كانوا بيستخدموا لتفريغها سكين طقسى من حجر الصوان ، ويخرجون الاحشاء من فتحه البطن فيما عدا القلب وكانت الامعاء تملأ بالمر والبصل والابسيون بعد غسلها فى نبيذ النخيل ، اما الاحشاء فكانت تعالج وحدها بملح النطرون والمواد العطريه حتى تجف وبعد كده تلف بالضمادات ( قطع من القماش) وتحفظ فى اربعه اوانى خاصه بلاحشاء وهى الاوانى الكانوبيه وكانت اغطيتها فى الغالب على هيئه ابناء حورس وهم "امستى " برأس انسا لحراسه الكبد.
"وحابى" برأس قرد وده  لحمايه الرئتين ، و"داموت اف" برأس ابن اوى لحراسه المعده .،" وقبح سنو اف " برأس صقر لحمايه الامعاء .
وبعد تفريغ الجسد من المخ والاحشاء كان الجسم يوضع فوق حوض مائل ينتهى باناء ، ثم يقوم المحنط بوضع ملح النطرون الجاف على الجسم عشان يمتص السوائل ويذيب معاها الدهون وتتجمع كلها فى الاناء ( ملح النطرون هو ملح طبيعى كان يستخرج من الصحراء الغربيه )
ثم يملا تجويف الصدر بملح االنطرون علشان يمتص كل السوائل الموجوده ، وبعد مايجفف الجسد تماما كان يعالج الجسد بالزيوت العطريه ونبيذ النخيل ، ويحشى بلفائف الكتان المشبع بالراتنج ونشاره الخشب والمر والقرفه والبصل ومواد تانيه  تكسبه رائحه حلوه .....وبعد كده بيدهن الجسم من الخارج براتنج منصهر وده كان علشان يسدو المسام ....ويبدوأ يخيطوا الفتحه اللى استخرجوا منها الاحشاء ويقوم المحنط بغلق الانف والاذنين والفم والعينين ، وفى بعض الاحيان كانت تسد هذه الفتحه بلويحه من الذهب عليها صوره العين االمقدسه " وجات "وكان يلف الجسد بشرائط من الكتان المغموسه بالراتنج مع تلاوه الشعائروالتعاويذ.

انا حاولت بقدر الامكان ان اذكر الهام فقط عن عمليه التحنيط لان ماكتب عن التحنيط لايذكر فقط فى مقال واحد ، ولكن كان الهدف منه هو التعرف على فكر المصرى القديم والتوصل الى هذه العمليه ، تلك التى تعتبر احدى المعجزات العلميه التى قدمها الفراعنه للبشريه ويشهد على ذلك ماعثر عليه من مومياوات لازالت تحتفظ برونقها وكأنها حيه فعلا......

15 مارس 2010

الإنتاج الزراعي في مصر القديمه.

عرفنا خلال المقال السابق إن أقدم الزراعات في العالم القديم هي الزراعه المصريه وبعد تناول الموضوع إكتشفنا إنها نفس الزراعه بنفس المراحل بنفس الأدوات مع التطور بتطور الزمن ، معني كده إن إحنا إتعلمنا منهم الزاراعه إللي هي الحضاره المصريه القديمه وتميزنا فيها محدش يجي ويقولي الصين .........آه بقي إتهاض....(تعرفوا وقفوا عدد من الخطوط لإستخدامهم موبيلات معينه صينيه يعني إللي دافع فيه شيء وشويات يعمل إيه يلطم، وقال إيه بنت صينيه صنعت موبايل الشحن بتاعه مياه غازيه ده إيه المزاج ده) ما علينا.....
والنهارده بقي هنشوف سوا إنتاجهم الزراعه محاصيلهم وإيه إللي زرعوه صحيح مش هقول حاجه جديده في النباتات بس هتشوفوا إنهم زرعوا عدد من النباتات لا يخطر علي البال ولا الخاطر.....وإستفادوا من كل نبات من إللي زرعوه غير أكله إستفاده كامله ،أقصد مسبوش ولا فتفوته ولافسوه علي رأي أحمد حلمي في النبات مستفدوش بيها .......حاليا خلينا في الأكل ونخلي الإستفاده الكامله دي لوقتها تعالوا بقي نشوف الإنتاج بتاعهم ده

المحاصيل الزراعيه.
خصوبه التربه كان ليها آثر وعامل كبير جدا ساعد المصري القديم في معرفته زراعه أنواع كثيره من المحاصيل الزراعيه انا هختار عدد منهم ومش هتكلم عنهم كلهم ......
1‏_‏ القمح.
وده من أقدم النباتات إللي إتزرعت في وادي النيل وإللي كان بيحتل المكانه الأولي في المحاصيل التي زرعها المصري القديم وده كان عشان قيمته الغذائيه وعشان القمح كان مهم جدا عندهم أقام المصريون أعياده خاصه للقمح في موسم الحصاد لإنهم كانوا بيعتقدوا إن إيزيس هي التي إكتشفت نبات القمح وإنها كانت أول من صنعت منه الخبز وأوزير هو أول شخص علم المصريين زراعته لذا فأعتبروا سنابل القمح مقدسه.
2‏_‏ الفول.
كلنا طبعا عارفين الفول ده غني عن التعريف عن نفسي بحبه أخضر ممكن أكل منه كميه كبيره جدا لكن سيره الفول الأخضر مش من فراغ لإن المصريون القدماء صنعوا منه الفول النابت وكمان المدمس كانوا بيحطوه في أواني فيها ميه وكانوا بيحطوها علي رماد مشتعل وتظل بها فتره حتي تنضج .....عارفين قدره الفول طبعا ....(ياه فكرتوني برمضان كل أمه لا إله إلا الله علي مستوي الجمهوريه تيجي قبل المغرب بشويه وتقف تشتري فول ويشتروه ويحطوه علي السفره ولا يتاكل وكل يوم بيتكرر نفس المنظر لآخر الشهر وبردوا مش عارفه ليه) ماعلينا المفجأه بقي إنهم عملوا منه البصاره .....تصوروا
3‏_‏ العدس.
حبيب الملايين شربه العدس السخنه .....واو...ياسلام والدنيا مطره بره ...ميه ميه ....ومش عارفه هو غلي ليه كيلو العدس بقي بعشره جنيه .....المهم كان العدس ده كان الوجبه الأساسيه للعمال الذين يعملون في بناء الأهرامات وقطع الأحجار ومناجم (مبيفكرناش بحاجه ده .....يعني بنشوف ونسمع بردو في الأفلام العربي إن الوجبه الأساسيه كانت العدس إللي في سجن طره وأبوزعبل إللي بيشتغلوا بردوا في قطع الأحجار)
وعلي فكره عثر علي طبق به عدس مطبوخ بقشره ......إللي إحنا عارفينه بإسم أبوجبه.......آه إللي بيتحط علي الكشري ده....أنا جوعت.

4‏_التفاح.
إللي منه الأمريكي والجديد الصيني مضروب مضروب مضروب أخضر من جوه ومرشوش بماده تحمره من بره ....لا تقولي صيني ولا أمريكي المصريين القدماء هما الأصل فعلا زرعوا التفاح في حدائقه بالدلتا وفي عدد من المقابر ظهر فيها ده ورعمسيس الثالث ذكر أنه قام بتقديم 848 سله من التفاح إلي إله النيل.
5‏_العنب.
ظهرت العديد من المناظر إللي وضحت طريقه جني وعصر العنب وكما كانوا بيجففوه في الشمس عشان يعملوا منه الزبيب (علي فكره تناول الزبيب بإستمرار يساعده علي تنشيط الذاكره وينمي في القدرات الخاصه للأشخاص )
6‏_البطيخ.
قرعه ولا حمرا إنت عارفه لو طلعت قرعه هجبهالك تاني هو الراجل يعني كان دخل جواها حظك كده زي الجواز بالظبط ....فعلا زرعوا البطيخ وعثروا في مقبره توت عنخ آمون علي لب البطيخ وكمان إستخدموا أوراقه في تزين المومياوات والتوابيت .
7‏_التين.
والتين والزيتون .....إستمرت زراعته طوال تاريخ مصر الفرعونيه وع فكره ظهر في عدد من المناظر داخل المقابر إن القرده كانوا بتستخدم في جمع ثمار التين .
8‏_نخيل البلح.
من خلال الأدله الآثريه لقينا إن أشجار النخيل إتوجدت في مصر من مده طويله جدا منذ العصر الحجري القديم الأعلي وإستمر علي طول التاريخ المصري وقدروا يستغلوا كل فسفوسه فيه وصنعوا منه الجريد العصي الكراسي والحصر والسلال والأطباق ومن ألياف النخل صنعوا المكانس والألياف إللي إستخدموها في الإستحمام.
‏9_ الثوم.
شايفلوا شوفه هو كمان اليومين دول عارفين الكيلوا بكام بخمسه عشر جنيه إشمعني العدس يعني المهم الثوم المصري أصغر في حجمه من الثوم الأوربي وقال هيردوت إن الثوم والبصل كان بيقدم للعمال الذين كانوا يعملون في بناء الأهرامات وعثر علي بعض النماذج الصلصاليه منه في مقابر دير المدينه وتوت عنخ آمون.
10‏_البسله.
أكله جامده جدا ....لقوا نماذج من البسله دي في عدد من المقابر في هواره وكاهون وعرفوا كمان الفجل والكرات والخس والكرفس والبقدونس والخبيزه والشبت واللوبيا والكرنب والخيار.

كل ده ....آه كله ده وأكتر أتمني أنه يعجبكوا .

7 مارس 2010

الزراعه في مصر القديمه.


وحشتوني جدا حقيقي غيبه طويله بس أعمل إيه حزنبل منكد عليا ...وبصراحه بقالي فتره محتاره بين كام موضوع وكلهم حلوين وعاجبني جدا ....أصل ذي ما إنتوا عارفين انا بعشق الحضاره دي بجنون وعشان كده بحبها قوي وبحب كل موضوعتها وفي موضوعات كده تخليك بجد تفتخر بالحضاره دي ودماغ المصري القديم وتقعد كده تفكر وتستعجب هو بجد قدر يعمل كده إزاي ......شكلي كده بقيت رغايه جدا في الفتره إللي بعدتها عنكم ......المهم ندخل في المفيد انا أخترت ليكوا موضوع "الزراعه المصريه القديمه" عشان تعرفوا إن أقدم الزراعات في العالم القديم هي الزراعه المصريه تصورا بقي...يعني بيرجع تاريخها لعصور بعيده جدا تاريخها منقدرش نحسبه بالقرون ولكن بآلاف السنين ....... غير إن الزراعه إللي إحنا ماشين لسه عليها صوره طبق الأصل للزراعه القديمه .....يلا نتعرف أكتر عن الزراعه وإمتي بدأت ....وإيه فصول الزراعه.... وكمان نعرف الأدوات إللي إستخدموها وساعدتهم وشكلها إيه دي.......


تاريخ الزراعه.
الزراعه واحده من الأساسيات الرئيسيه إللي قامت عليها الحضاره المصريه القديمه منذ أقدم العصور( تقريبا منذ العصر الحجري الحديث) وعشان كده هي أقدم الزراعات في العالم القديم يعني تقدروا تقولوا إن المصريون القدماء مارسوا الزراعه منذ أكتر من سبعه آلاف سنه...... ولولا معرفه الزراعه ما تمكنت مصر من وصلوها إلي كونها أعظم حضارات العالم القديم وطبعا بلا منافس وإللي يقولكوا الصين يبقي مبيعرفش حاجه ممكن يكونوا برعوا بس بعد إيه ، بعد ماخدوا سر الصنعه (علمناهم الشحاته سبقونا ع الأبواب) ده كلام....المهم طبعا المصري القديم معرفش الزراعه كده فجأه لكن قعد الفترات الأولي من حياته قبل مايعرف الزراعه كانت حياته قائمه علي الجمع والإلتقاط ياكل ورق الشجر يقلع جذور النباتات اللي طالعه لوحدها يصطاد طير عزاله سمكه يتنقل من مكان لمكان يدور علي مكان ينام فيه تحت فرع شجره ولا حاجه يعني من الآخر كان عايش علي عاله علي الطبيعه بس الطعام ده مصيره أد إيه والأعداد إللي بتزيد يوم بعد يوم دي هيجبولها أكل منين وطبعا كما نعلم الحاجه هي أم الإختراع والمقوله الشهيره لدينا الجيش قال إتصرف يعني يشغل دماغه ويفكر وفعلا بالملاحظه المستمره لسقوط الحب اللي بينمو بصوره طبيعيه في الطبيعه وإحتفاؤه فتره وظهور نبات كاملا من نفس النوع مره تانيه جعلتها يجرب بنفسه وفعلا أخد بعض الحبوب دي وزرعها فأخرجت نباتا وبدأت معها الزراعه ومنها لإستإناس الحيون وتوالت بعدها الإكتشافات منها النيران وتحولت حياته من إنسان متنقل من مكان لمكان إلي إنسان مستقر حول وادي النيل حيث خصوبه التربه غير إن الزراعه كانت بتعتمد علي نهر النيل.

دور نهر النيل وفضله علي الزراعه.
نهر النيل هو الذي علم الناس الزراعه حيث كان سببا رئيسيا في خصوبه التربه وصلاحيتها للزراعه وعشان كده قدسوه وألهوه في صوره الإله "حابي" وكان يمثل علي هيئه رجل ممتلئ الثدين والبطن أو مخلوق مزدوج يجمع بين الذكوره والآنوثه وكان بيلون في الغالب باللون الأسود أو الأزرق رمز الخصوبه والرخاء وبيحمل الغذاء وخيرات النهر من زهور وطيور وأسماك وبيمسك في يده علامه السنين وهي عباره عن جريده من النخل وإللي بيظهر عليها التدريج نتيجه لكسر أخواصها إللي بتبين أعداد السنين......
وفعلا إرتبطت كل نشاطات المصري القديم بالنيل وفيضانه بحيث قدر يستفيد من مياه النيل بأقصي إستفاده ممكنه وبدأ يشق الترع والقنوات علي جانبي النهر عشان يقدر يوصل المياه إلي أكبر قدر من الأراضي الزراعيه وأشهر دليل علي ده المنظر المصور علي "صلايه نعرمر" هنشوف عليها قيام الملك بشق قناه ، حيث كان نظام الري المتبع في مصر هو ري الحياض وإللي كان بيعتمد علي هذه القنوات والترع والجسور وفي بعض الأحياه كان بيبقي صعب إن المياه بتاعت نهر النيل إنها توصل للأماكن المرتفغه الصالحه للزراعه وعشان كده قدر يبتكر وسائل تساعده علي رفع المياه منها الشادوف وأيضا الساقيه.....آه الساقيه وكمان بتشبه السواقي الموجوده في الريف المصري والدليل في واحده في تونه الجبل ترجع للعصر الأخير من تاريخ مصر الفرعونيه تجلب الماء من عمر يصل إلي 36 م ، واستطاعوا كمان من خلال فيضان النيل قدر يحدد الفصول في مصر القديمه .

فصول الزراعه.
المصري القديم قسم السنه إلي ثلاثه فصول كل فصل منها بيضم أربعه أشهر وكل شهر ثلاثون يوما وكان بيضاف إلي آخر شهر خمسه آيام هم أيام النسيئ واللي كانت بتعتبر أعيادا ليصبح العام 365 يوم وكان بيضيفوا يوما كاملا لكل رابع سنه لتصير 366 يوم
،‏ وكانت فصول السنه هي :_
الفصل الأول "فصل الفيضان" وكان بيسمي في المصريه القديمه"آخت"وكانت شهوره بالقبطيه عن الأصول المصريه كالتالي"توت_بابه_هاتور_كيهيك"
الفصل الثاني "فصل الزراعه" وهو خروج الزرع من الأرض ، وكان يسمي ("برت" وكانت شهوره " طوبه_أمشير_برهمات_برموده)
الفصل الثالث"فصل الصيف" وهو الحصاد وكان يسمي"شمو" وشهوره كانت "(بشونس _بؤونه_أبيب _مسري)
وعلي فكره دي الشهور إللي لسه بيمشي عليها الفلاح المصري.

مراحل الزراعه وأدواتها.
الزراعه في مصر القديمه مرت بالعديد من المراحل وإختار لكل مرحله الأدوات إللي بتتوافق مع طبيعه بيئته وكانت بتبدأ الزراعه في مصر عندما ينتهي موسم الفيضان ، ويبدأ بعد ذلك عمل الفلاح بعد إنحسار مياه الفيضان عن الحقول ويبدأ الفلاح بأول مرحله وهي:_
1-عمليه حرث الأرض.
يعني بيمهد الأرض للزراعه ، يقوم بتفتيت كتل الطمي وتفتيت التربه عشان يعرضها للهوء وأشعه الشمس وتسويتها لبذر البذور وأستعمل ألأبقار والثيران لهذا الغرض وإستخدم المصري القديم في حرث الأرض "الفؤوس الخشبيه القصيره أو المحراث .
2-‏ التسميد.
يمكن الطمي كان كافي جدا لخصوبه التربه لكنهم حاولوا يمدوها بالسماد اللازم عشان المحصول يبقي ميه ميه فإستخدموا ليه روث البهائم لصناعه السماد البلدي.
3‏_العزق.
كان بيستخدم عشان عزق الأرض وتقليبها الفأس وإستخدموا كمان المنجل والمحراث كل العمليات دي كانت كلها عشان تهويه التربه وإعدادها.
4‏_‏ عمليه البذر.
بعد إعداد الأرض وتوضيبها كده بتبدأ عمليه البذر كان كل واحد يشيل سله كده ويعلها في رقبته ويبدأ ببذر البذور بإيده اليمني علي قطعه الأرض المخصصه وبعد عمليها بذر البذور تبدأ غرسها في التربه وكان بيساعدهم في ده قطعان الخراف وساعات الكباش وده صوره داخل المقابر.
5‏_‏ العنايه بالنبات.
بيراعي فيها الفلاح حقله أول مايبدأ إنبات البذور يرويها ويجمع الحشائش الضاره ويروي مزروعاته في مواعيدها المناسبه ويحميها من الحشرات والطيور لغايه ما النبات يكبر ويرعرع حيث يقوم بجني تمار كده وتعبه.
6‏_‏ عمليه الحصاد.
وبعد ما يتم نضج النبات تبدأ معاه عمليه الحصاد ود بيبدأ فيها بقطع السنابل من الخزاء صغيره من السيقان الى مايعلو الركبه وكانوا بيستخدموا المنجل للعمليه دى .
7_عمليه درس المحصول .
بعد حصاده على طول يقوموا مربطينوا فى حزم ويضموا كل حزمتين مع بعض ....عارفين انتو الدراسه اللى بيستخدموها دلوتى وتطورت دى ......كان بيتم نقل المحصول بواسطه الحمير الى المكان المعد للدرس بجوار القريه ده اللى اسمه " الجرن" وده كان عباره عن مكان فسيح ارضه بتبقى ممهد ومجهزه وشكلها بيبقى مستدير ويقوموا فاكين الحزم والسنابل دى وفردينها فى المكان ده وبعدين تساق الابقار او الثيران او الحمير بحيث كانت تساق وتدور فى دائره فوق المحصول فتدوس الحصيد ليتخلص الحب من السنابل ويفصل الحب عن القش.
8-عمليه التذريه .
وتبدا عمليه التذريه بعد درس المحصول ومعناه فصل الحبوب من التبن ودى كانوا بيستخدمولها المذراه ذات الثلاث شعب وكان بيقوم بيها رجلان حيث يقوموا باستخدام المذارى دى اللى بتشبه راحه اليد ثم يميلن بها على المدروس ثم يعتدلن رافعات اذرعهن الى اعلى فيسقط الحب مع التبن الذى يحمله الرياح بعيدا عن الحب.
9- عمليه الغربله.
بعد فصل الحبوب كانت النساء تقوم بتكويم القمح وغربلته بغرابيل مربعه عشان يطمنوا ان على تقنيه التبن ثم عمليه كيل القمح وتسجيله عند كاتب حسابات الغلال.
10- التخزين.
وتنتهى مرحله الزراعه بتخزين الحبوب فى صوامع ودى كانت نوعان واحده على حسب الضياع الكبيره واخرى حسب الضياع الصغيره .......
والجدير بالذكر ان قدماء المصريين قد عرفوا تحميص الحبوب قبل تخزينها وده عشان يطهروها من الحشرات وتخليصها من الرطوبه حتى تعيش فتره طويله دون ان يصيبها العطب.......

اكيد تستعجبون مثلى على مدى روعه الحضاره المصريه ، واد ايه الزراعه كان ليها دور كبير جدا على استقرار المصرى القديم وتكون شخصيته وابداعه فى عدد من المجالات جعلته يبدع ويبدع ويبدع انتظروا مقالى القادم عشان نعرف اكتر عن المحاصيل الى زارعها وتعرفوا بجد كل المحاصيل المعروفه لدينا استفاد بيها المصرى ازاى................